top of page
بحث

الوحشية العلنية و المقموعة : انتهاكات الدولة المرئية ضد أجسادنا


ree

نعبّر عن غضبنا العميق و إدانتنا الصارخة لما تشهده بلادنا من تصاعد خطير في وتيرة القمع البوليسي و الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، و على وجه الخصوص ما حدث مؤخرًا في منطقة المزونة من ولاية سيدي بوزيد من جرائم موثّقة بالصوت و الصورة، تمارسها الأجهزة الأمنية بلا رادع، و بحماية و صمت فاضح من الدولة.

فالدولة لا تكتفي بالصمت، بل تمارس قمعها عبر أذرعها البوليسية، إذ لا يمكن فصل عنف البوليس عن إرادة النظام الذي يحرّكه و يغذّيه و يمنحه الحصانة. إن هذا الترهيب ليس طارئًا، بل هو امتداد لمنظومة قمعية متجذّرة، تتغذى على الكراهية، و توظف الاستبداد كأداة لتكميم الأفواه و كسر الأجساد.

و إذا كان هذا القمع يُمارس علنًا أمام عدسات الكاميرات بلا محاسبة، فما بالنا بما يُرتكب في الخفاء، بعيدًا عن الأضواء، في مراكز الإيقاف و السجون، و في الشوارع، و على خلفية مداهمات المساكن، و خصوصًا ضد أفراد مجتمع الميم-عين+.

في ظل هذه الأحداث الأليمة، و في مواجهة البولسة المستمرة و وحشيتها بمنطقة المزونة، لم يسعنا سوى استحضار الانتهاكات اليومية التي تطالنا كمواطنين داخل دولة استبدادية، و كأجساد كويرية على وجه الخصوص.

نحن لا ننسى، ما عشناه و ما عايشتنا هذه الدولة التي لا تتوانى عن ممارسة التعذيب الجسدي و النفسي بحقّنا، و التي تحمي المعتدين و تجرّم الضحايا. هذه الدولة التي تغذّي الحقد عبر قوانين رجعية و خطابات تحريضية، لا يمكنها التذرّع بالجهل أو ادّعاء الحياد. إن صمتها شراكة، و تواطؤها جريمة.

نحن كمواطنين ومواطنات+، و ككويريين/ات تونسيين/ات+، نرفض أن نُختزل في الظل، و نرفض أن تُمارَس علينا كل أشكال الانتهاك في صمت و إغفال من الدولة. أجسادنا ليست مسرحًا لعنفكم. حريتنا حق، و كرامتنا غير قابلة للمساومة و نريد العدالة للجهات الداخلية و لنا في كل جهة و منطقة و العدالة لكل ضحايا قمع البوليس.


و في هذا السياق، نطالب بـ:

- فتح تحقيق فوري و مستقل في ما يحدث بالمزونة، و محاسبة جميع المتورّطين من أفراد الأمن و من يقف خلفهم.

- إنهاء الإفلات من العقاب في قضايا العنف البوليسي، و خاصة تلك الموجّهة ضد الأجساد الكويرية.

- مراجعة جذرية للمنظومة الأمنية و القانونية التي تسمح باستمرار هذا العنف و تغذّيه.

 
 
 

تعليقات


logo-tans-unity-c.png

© 2035 by Trans Unity Coalition Tunisia.

bottom of page