top of page
بحث

نحنا الواقع، والقانون لازم يفيق

ree

نعيشُ بين أوراق رسمية ما تعكسناش، وفضاءات عمومية ما تعترفش بينا، لكن وجودنا ما ينجمش يتخبّى ولاّ يُنكر.في تونس، الكويريات والكويرين+، العابرين والعابرات+، ما عاشوش الهويات متاعهم من وراء ستار ولا داخل قوالب ضيقة. نعيشوها بكل تحدٍ، بكل تلوين، وبكل غضب محبّ... نعيشوها على مرأى من نظام يحاول يدجّنا أو يمسحنا من السجلات. أمّا الواقع واضح: القانون ما ينجمش يكمّم الوجود، أما الوجود ينجم يفرض تحيين القانون.تعديل أو تشريع القوانين موش مجرد إجراء إداري، هو إعادة رسم للمسارات الحياتية باش نولّيو نتحرّكو في البلاد بأقل خوف، بلا تبرير، وبلا جهد مضاعف في كل خطوة.

كي بطاقة التعريف ترفض تنطق باسمنا، وكي الطبيب يتعامل معانا حسب فهمه الضيّق، وكي سوق الشغل تسكّر بابها قدّامنا بمجرد ما نعبّرو عن هويتنا، هذا يعني إنو السيستام يجرّمنا بشكل غير معلن.المطلب واضح: تقنين الاعتراف بالهويات الجندرية المتعددة، على أساس الإرادة الفردية، بلا تعقيدات، بلا وصاية، وبلا شروط تعجيزية.هذا الاعتراف هو البوابة:للوصول للخدمات الصحية بدون تحقير،للالتحاق بالتعليم بدون عنف بيروقراطي،للتشغيل بدون نظرات استغراب ولا تنكيل،لحياة قانونية فيها الحق موش أُمنية.

نحنا ما نستناوش إذن. نعلن مطالبنا بوضوح، ونقدّم وجودنا كوثيقة حية. نحنا الواقع اللي يزعجهم لأنه موش قابل للتصنيف أو التدجين.لهذا، مطلبنا اليوم موش رمزي، هو نداء عاجل باش تونس تراجع قوانينها وتوقف عزلنا القانوني والاجتماعي.ما بين الشارع اللي ما يحملش أعلامنا، والمؤسسات اللي ما تتعرّفش علينا، نكتبوا وجودنا بلغة المقاومة، نحكيوه بصوت جماعي، ونخيطوه على أجسادنا اللي صمدت رغم كتم الفضاءات.نحنا هنا. وسنواصل الضغط، الكتابة، التنظيم، والنضال.الاعتراف القانوني موش مطلب تقني، هو ردّ اعتبار، هو مفتاح، وهو بداية لمسار يليق بكرامتنا وضمان لأبسط حقوقنا.

الكاتبة :

مرام بن ظافر

ناشطة نسوية،كويرية و عضوة مؤسسة لائتلاف اتحاد العابرين و العابرات بتونس


 
 
 

تعليقات


logo-tans-unity-c.png

© 2035 by Trans Unity Coalition Tunisia.

bottom of page